المصدر - انتشرت في السنوات الأخيرة مفردات جديدة لم تكن معهودة سابقا، وظهرت ألقاب جديدة أغلبها ذات طابع ديني وتمكنت من الاستحواذ على أجواء أغلب المؤسسات الحكومية، وحلت تقريبا محل المسميات الرسمية المتعارف عليها، بطريقة يعتبرها مراقبون
أنها وصف واقعي لـ"أشكال ومضامين" الدول العراقية المتعاقبة. ولا يخفي بعض المواطنين والصحافيين أن مسميات الحجي والسيد والعلوية وغيرها من الألقاب الدينية بدأت تربك عملهم، ويلفتون إلى أن تلك المسميات بدأ بترويجها الموظفون كوسيلة للتفاخر بمسؤولهم
لا غير أو للإيحاء بأنهم "أنزه من غيرهم".
ويقول الإعلامي محمد إقبال، في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "الكثيرين تخلوا عن كلمة المحافظ أو رئيس المجلس وأصبح البديل عنها كلمة الحجي، وهذه الظاهرة تعد غريبة على الواقع العراقي بعد أن راجت عقب الإحتلال. ويضيف إقبال أن "هذه المسميات بدأت تربك حتى عمل الإعلاميين، لأننا عندما نذهب إلى مكان ما للقاء أحد المسؤولين ويجيبنا موظف الاستعلامات أو مدير مكتبه قائلا إن الحجي مشغول أو أن الحجي لم يأت بعد أو أن الحجي .. إلخ، نصاب بالحيرة ولا نعرف بالضبط من هو هذا الحجي، هل هو الذي جئنا لمقابلته أم انه شخص آخر، لا يمت له بصلة؟".
ويلفت إقبال "والمشكلة أننا كثيرا ما نتردد بالاستفسار عن شخصية هذا الحجي، فهذا اللقب يطرح عادة على أن المقصود به هو المسؤول الأول في هذه الدائرة، حتى وإن كان هناك ألف حجي آخر فيها!"،
ويستدرك "أما في المرات القليلة التي طلبنا فيها التعرف على اسم الحجي، فكانت ردة فعل موظفيه النتيجة غالبا في غير صالحنا.
ويقول زميله، حيدر البدري إن "المحيطين بالمسؤول يحاولون إضفاء هيبة أخرى عليه، فبدلاً من ذكر اسمه الصريح أو منصبه فأنهم يزيدون من ألقابه على شاكلة الحجي والشيخ أو السيد والعلوية".
**
ابو فليح شغيدل بدا مهموما وهو يضع كوب النسكافيه باللبن على مكتبي، فسألته:"شبيك حجي؟"
قال:" والله ما ادري عيني گاعدة ترف، اشو العلوية ماإجت اليوم!"
سألته:"منو العلوية حجي ابو فليح؟"
قال:" ها.. معقولة مولانا ماتعرف؟ العلوية ام ستوري ، أكو غيرها؟"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق